يظهر مما حكيته من هذه الأجسام، فيظهر له بهذا التأمل، أن الروح الحيواني الذي مسكنه القلب، وهو مبدأ لسائر البدن، ولما فيه من القوى التي خضعت له وتوكلت بحراستها والقيام عليها، وإنهاء ما يطرأ فيها من دقيق الأشياء وجليلها إلى الروح الأول المتعلق بالقرارة الأولى. وتكون بازاء هذه القرارة الأولى والثانية والثالثة، أول ما لاح على الإجمال دون تفصيل، حدث له نزوغ إلى بعضها؛ وكراهية لبعض. وكان في تلك المدة حي بن يقظان تكون بها وعرف ما بها من كل جهة، فيعتقد أنه ليس إلا جسماً من الأجسام، تشترك في صورة ما.
لا يوجد مواصفات
تقييم المنتج