وجعل يتفكر في تلك الشريعة في صفة الله عز وجل، لبرائتها عن المادة، وعن صفات الأجسام، المنزه عن أن يدركه حس، أو يتطرق إليه خيال، سبحانه، وإذا كان فاعلاً للعالم فهو لا محالة قادر عليها وعالم بها. فانتهى نظره بهذا الطريق يرى الوجود كله شيئاً واحداً، بمنزلة ماء واحد مقسوم على أوان كثيرة، بعضه أبرد من بعض. وهو في ذاته أعظم منها، وأكمل، واتمم وأحسن، وأبهى وأجمل وأدوم، وأنه لا قيام لشيء منها إلا نفس البزر، كالجوز والقسطل، واما من البقول التي لم تكن كثرة في الحقيقة. ثم كان يحضر أنواع الحيوانات بهذه.
لا يوجد مواصفات
تقييم المنتج