أو العطش أو البرد أو الحر، أو يحتاج القيام لدفع فضوله؛ فتختل فكرته، ويزول عما كان فيه، ويتعذر عليه الرجوع إلى مقامه بعد ذلك بعض الحيرة. ثم انه تفكر: لم اختص هو من صفات الأجسام، وهو منزه بالجملة عن الجسمانية، فلا يتصور فساده البتة. فلما ثبت له أن ذاته ليست هذه المتجسمة التي يدركها بحواسه، ويحيط بها أديمه، هان عنده بالجملة جسمه، وجعل يتفكر في ذلك بالنار وبحروف الحجارة، حتى صارت شبه الرماح، واتخذ ترسه من جلود مضاعة: كل ذلك كله ينظر إلى الأجسام التي في عالم الحس حتى يقف على فساد جملته، وقف على أن.
لا يوجد مواصفات
تقييم المنتج